في روايته الحائزة على جائزة البوكر الدولية عام 1993، يحكي لنا المؤلف رودي دويل من خلال كلمات وأعين بطله ذي الأعوام التسعة (بادي كلارك)، عن ضواحي مدينة دبلن في الستينيات، وعن مغامرات الصبية في الشوارع الخلفية بين بيوت الضواحي الجديدة التي تبنيها الشركة. يحكي لنا عن ملل فصول المدرسة وحماس اللعب في الشوارع ودراما العلاقات الأسرية وصراعات السلطة بين الأصدقاء المستترة في شكل ألعاب طفولية. (بادي كلارك ها ها ها) رواية غير تقليدية، مرحة أحيانًا وتراجيدية أحيانًا وغير تقليدية طوال الوقت، تصور الطفولة بعين دقيقة وإحكامٍ بالغٍ، حتى تكاد تحسب مؤلفها في العاشرة من عمره حقًّا، لكنها مع ذلك ليست رواية أطفال بالمرة، فالواقع الذي يفصح عن نفسه بين سطورها فيه كل قسوة الحياة التي يعاني منها الجميع، كبار وصغار.
"جمعت كل الأوراق الممكنة لكن عاد اضطراب قلبي بعد أن غابت الشمس فاستلقيت على الأرض حتى شعرت ببرودة الشتاء تدفعني إلى الحركة مرة أخرى، أعرف أين عليَّ الذهاب لكني لم أجمع ورقًا كافيًا للكتابة بعد. في الممر الخلفي المُضاء على استحياء بضوء القمر أجد أوراقًا بيضاء مكدسة، ينقل العامل بعضًا منها ويترك الكثير خلفه، سيعود ليدخلها المحل بالتأكيد، لكني أركض وأختطف رزمتين كبيرتين فتتسارع دقات قلبي ولا تهدأ حتى بابتعادي عنه. يحجب الطيف ضوء القمر ويهنئني على ما جمعت ثم يسألني-من دون أن يتكلم- لماذا لا أكتب؟ لا أرد".
مجموعة قصصية من 16 قصة قصيرة تعالج الخوف، والحب، والانكسار، والطموح، والرَّغبات: السَّاذجة منها؛ والطموحة. في النهاية، لا يتوقَّف بطل الحكايات عن المحاولة، حتى لو ابتُليَ بالفشل في كل مرة.
"
يعرض الصحفي التركي جان دوندار قصَّة صعود رجُلٍ إلى السُّلطة، رجل لا يتورَّع عن استخدام أي وسيلة لبلوغ هدفه، والغاية عنده تُبرِّر دائمًا الوسيلة.
"الكتاب رواية مُصوَّرة صدَرَت العام الماضي، المؤلِّف هو الصحفي التركي جان دوندار، الذي كان رئيسَ تحرير أقدم صحف تركيا وأكثرها شُهرَة، صحيفة "جمهورييت"، والرسومات الجميلة للفنان المصري السوداني محمد أنور".
درَّست لي فاليريا كل سيمفونيات سيرجي سيرجيفيتش بروكفيف، حكت لي أن الموهوب الروسي الذي عزف في عواصم العالم من لندن إلى برلين إلى باريس، واختار العودة النهائية ليعيش بموسكو في بناية ليست بعيدة عن الكرملين عام 1936 ليشهد بأعينه من دون أن يستطيع أن ينبس ببنت شفة ما فعله ستالين برفاقه من اللجنة المركزية وقادة الجيش والدولة ثم ببقية مواطنيه السوفييت، ألَّف بروكوفييف رائعته الحرب والسلام لتحكي رواية ليو تولستوي في غضون الأربعينيات، استنهاضًا للأمة الروسية في مواجهة النازية. كان بروكوفييف نجم الموسيقى الكلاسيكية الحي في الاتحاد السوفيتي قبل الحرب وبعدها تم توبيخه هو وموسيقيين آخرين بتهمة "الشكلية" ومعه الموسيقيان آرام خاشتوريان وديمتري شوستكافيتش، وأن موسيقاهم لم تعُد تعني أي شيء! وخالية من أي معانٍ "بنَّاءة" أو "اشتراكية" وتم حظر ثمانية من أعماله تمامًا داخل الاتحاد السوفيتي. تضحك فاليريا عندما كانت تحكي لتعرفني بأن نجمها بروكفيف مات في نفس يوم وفاة ستالين سنة 1953، وتقول أنه عندما صعد إلى السماء لا بد أن الملائكة أرغمت السفاح على الاستماع لموسيقى بروكفييف أيامًا طويلة حتى يتم الانتهاء من استقبال بروكفييف الاستقبال الملائكي الذي يليق به، بل إن أحد الملائكة قرر أن يعيد إذاعة الثمانية أعمال الممنوعة من الإذاعة والعرض بتوالٍ متواصل لعقاب ستالين.
نجد في كتابة صلاح عيسى الجريمة مدخلًا لدراسةٍ واسِعَةٍ وشامِلة للمُجتَمع، والحُكَّام، والمحكومين، والقوى السياسية المختلفة، والصِّراعات الاجتماعية الدائرة، وهذا منهجه في كتابه "أفيون وبنادق"، حيث يسرد الكتابُ سِلسلةً طويلةً من القتل والسرقة، والهجوم على رجال الشرطة، وترويع الأهالي، وتَسميم المواشي، وحرق المحاصيل، وفرض الإتاوات- التي ارتكبها محمد منصور، الشهير بـ "خُطّ الصعيد". "الخط" شخصيَّةٌ مُلتَبِسة في التاريخ الإجرامي المصري؛ فهو شخصيَّةٌ تُحتَسب على المقاومة، ومحبوبٌ لشريحةٍ عريضة من الجمهور المصري؛ لكونه مُتمرِّدًا على السُّلطة المصرية المتمثِّلة في الحكومة، ولكنه شخصية إجرامية، رَوَّعَت أمن المواطنين. أعاد عيسى قراءة كل ما كُتِب في الصُّحُف والمجلات والمذكِّرات، وعلى الأخصِّ التحقيقات التي نشرها صحفيُّ الحوادث الشاب آنذاك: محمد حسنين هيكل في مجلة "آخر ساعة"، ولفَتَت إليه الأنظار بقوَّة، إلى جانب المذكِّرات التي كتبها ضابط البوليس الذي تولَّى القضية: محمد أفندي هلال، الذي طارَدَ الخُطَّ لأكثر من سنة، واقتنصه في نهاية الأمر، غير أنه هجر البوليس واشتغل بالصحافة، من هذا وذاك خرج عيسى برواية جديدة، هي الأدَقُّ والأشمَلُ للخُطّ.
خلَّفَت ثورة يناير وراءها عالمًا أمسى قديمًا في وعي كل المعاصرين، يُشار إليه بالماضي أو "زمان"، حتى لو كان المقصود عَقدًا واحدًا مضى، وعلى الرغم من كونه قديمًا لم نكتشف بعد كل عناصره ولا تركيباته كي نفهم لحظتنا المعاصرة التي هي نتاج تفاعُلاته هو، أصبح المصريون بعد يناير يطلق عليهم أنهم شعب بلا كتالوج لأنهم أصبحوا شعبًا موجودًا من الأصل، يتحرَّك بشكل مَرئيٍّ بعدما عبَّر عن وجوده، لم يعد صُوَرًا مُخلَّقة في دراما مُوجَّهة، انهارت كل الصورة النَّمطيَّة القديمة رغمًا عن الجميع، وأصبح لزامًا على الجميع بذل الجهد اللازم لفهم الطبيعة المادية للمجتمع الذي يعيشون فيه، وجوهر صراعاته ودوافعها. لم تَعُد من الممكن صياغة مصر كعالم مُتخيَّل من عناصر بسيطة؛ فالبلد في تغيُّر مستمر، وكنس التراب ومُراكَمَتُه تحت سجاجيد الواقع لن يُفضي إلى رؤية أي أفقٍ منبسط، بل سيجعل المسير أكثر بُطئًا وقلقًا داخل منعرجات أكثر خطورة وصراعية؛ فالمجتمعات لا تسكن أبدًا، يمكن أن تخفض صوتها، لكنها لن تتوقَّف عن الهمس والكلام، وفي الأثناء ستتشكَّل لغاتٌ جديدة، تتطوَّر وتتمايز وتصبح معها العوالم المتنوِّعة أكثر عُزلَة وتناثرًا، ولن تستطيع خطابات الصور النمطية التافهة احتواءها بحيث يسير كل شيء بالتوازي حتى تأتي لحظة تتقاطع فيها المتوازيات، فتصطدم العوالم بعضها ببعض؛ وحينها لن يمكن إخفاء صوت الانفجار.
تدور الرواية حول "إليزابيث"؛ آخر الفتيات اليهوديات اللاتي هاجَرنَ من مصر، وأُمُّها مدام "نخيل" كومبارس السينما في حقبة الأربعينيات، وواحدة مِمَّن رقصن الكلاكيت في كازينوهات شارع الهرم، وصديقة قاتل الإنجليز "چاك ماليكي" اليهودي. ما بعد فُقدان الأم وفقدان الانتماء للطائفة اليهودية في مصر تعيش إليزابيث حالةً من الضَّياع في مجتمعٍ تَبَدَّل عليها، ويرفضها لكونها يهوديَّةً تعيش في حي الظَّاهر بمصر القديمة. تدخل إليزابيث في عدد من العلاقات الاستغلالية بين رفيقَيْن: أحدهما مُسلِمٌ مُتأثِّر بالتيار الإسلامي المتطرِّف، والآخر مسيحيٌّ خاضع للأوروبيين، مُحتَقِرًا ذاته، لكنها بالتالي تستغلُّهما لخدمة كلبها في علاقة استنزافية طويلة تنتهي بكارثة حَرق سلسلة متاجر سنسبري بسبب فتنةٍ طائفيَّةٍ، ولم يَعُد لها خيار سوى الهروب.
طِفلَةٌ منبوذةٌ على مَتْن سفينة متَّجِهة صوب استراليا في عام 1913. يتبنَّاها رئيس المرفأ وزوجته، وتنشأ في كَنَفِهما. في عيد ميلادها الحادي والعشرين يكشف لها والِدُها السِّرَّ القديم الذي أضناه. بنفسٍ مُحطَّمَة ومعلومات ضئيلة تنطلق "نيل" في رحلةٍ طويلة لاقتفاء أثر هويَّتِها الحقيقية، تنتهي بها إلى عزبة بلاكهرست الواقِعَة على ساحل كورنوال، والأسرار التي تحيط بآل مونتراشيه. لكنَّ قِطَعَ الأُحجيَة لا تتجمَّع كلُّها إلَّا بعد مرور أكثر من ثلاثين عامًا، حينما تستأنف حفيدَتُها (كساندرا) عمليَّةَ البحث. "الحديقة المنسيَّة" هي قصَّة خَلَّابة، مثيرة للأحاسيس والمشاعر، عن الماضي والأسرار والعائلة والذِّكريات واكتشاف الذَّات.
عن "ذا ديلي نيوز".
" في عاصمة العالم، مدينته المسحورة اليونانية القبطية، برهبانها، وتجارها بهلواناتها، ممثليها ومغتيها وصناعها، بطاركتها وبغاياها، غوغائها وغوانيها وخوذاتها، مكتبتها الواحدة الوحيدة غير المتكررة وحماماتها بالالاف كنائسها السرية تحت الأرض وأعمدة معابدها الرخامية الصفيلة. عذاباتها ومهرجاناتها. السيرك والمنارة والمسرح وهياكل جوبيتر وزيوس وأمون، المذابح في الساحات والمعارق ومعاصر النبيذ وسوامع الغلال الذهبية وأشرعة السفن المسرطة والمربوطة بالحبال في الميناء الشرقية، والفلول الباقية المطاردة من كهنة الدين العتيق وشهداء الهرطقـة اليسوعية الجديدة، وفلاسفة اليهود وعلماء الجغرافيا والطبيعة والشعراء مايـرالون برسـعـون اليونانية القديمة بصباغات وزخرفات لا حياة فيها، والناس الناس الناس الذين لا أسـم لـويـم بـجـمـوعـهيم الفقيرة التي لا تنتهي أبدا ياكلون وبكدون ويلسلون، ويرحمونوبتعون بشهيد ويتمزقون بشفاء لا يوصف وموتون بلا أهمين لا يعرفهم أحد ولن يعرفهم أحد."
كاتب في منتصف الثلاثينيات. طبيب أسنان ومُطوِّر بَرمجيَّات سابق. خبَّاز متقاعد. وُلِدَ في مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، وعاش معظم حياته في مدينة المنصورة. يعمل الآن صحفيًّا ومُحرِّرًا في موقع «مدى مصر».
٨ أعوامٍ بعد القُنبُلَة الذَّرِّيَّة، ١٩٥٣، ما زال جِن يُعاني من تَبِعات الحَرب. الأمراض وآثارُ القُنبلَة لم تنتهِ، رغم ذلك يَدوسُ جِن على القَمحِ ليَنضجُ ويُصبِحَ رسَّامًا مُحتَرِفًا ليُواصِلَ حُلمَ مُعلِّمِه في كَسرِ الحُدودِ. يَغفَلُ عن صديقِه ليَكتَشِفَ أن تُجَّارَ الموتِ حَوَّلوه لمُدمِنِ مُخدِّرات. يُحِبُّ، لأوَّلِ مرَّةٍ يُحبُّ، ويَنطَلِقُ في بدايَةٍ جَديدَة.
"إنَّ الأشخاصَ الذين ارتدوا قِناعَ العدالَةِ واستفادوا من الحرب هُم قَتَلَة، ويَجِبُ أن يَدخُلوا جميعًا السِّجنَ. ليست هناكَ كلمةٌ أكثرُ رُعبًا من كلمَةِ العَدالَة؛ فمَن أنهى الحَربَ هو 300 ألفِ قَتيلٍ في هيروشيما وناجازاكي، و370 ألفَ مُصابٍ بالقنبلَتَيْن الذَّرِّيَّتَيْن. يَجِبُ أن يَشعُرَ العالَمُ بالامتِنان لضَحايا هيروشيما وناجازاكي؛ لأنهم هُم الَّذين جعلوا العالَمَ يَعرِفُ فَظاعَة القَنابِل الذَّرِّيَّة...".
عندما ترى أبناءَ الوطن العَربيِّ هادئين.. ساكنين.. صامتين؛ فهذا لا يعني سوى اتِّفاقهم على أمرٍ واحد: هُدنَة قصيرة، يتابعون بعدها القتال! هذه المقولةُ تَردَّد صداها كثيرًا فوق جبال الأردن، لكنها تلاشَت فجأةً في أحد عشر يومًا فقط. ملحمَةٌ تاريخيَّةٌ، أعادها للحياةِ -وبثَّ فيها الرُّوحَ مرَّةً أخرى- قَلَمُ الطبيب المُناضِل يسري هاشم، فى قصَّةٍ شديدة الواقعية والدِّراميَّة، تتَّكِئُ -بِثقَةٍ- على أحداث حقيقيَّةٍ أغرب من الخيال، مُدعَّمة بوقائِعَ من نسيجها الأصليِّ، بصوت صاحِبِها وشاهِدِها الوحيد الذي بقيَ معنا على قيد الحياة، ليروي لنا -بصراحَةٍ مُطلَقةٍ- شهادَتَه للتَّاريخ عن أصعب أيام العرب، وما سبقها، ومَهَّد لها بتحليلٍ ورؤيةٍ لا تخلو من فِطنَةٍ اجتماعيَّة للأشخاص، ووعيٍ سياسيٍّ لِما دار حوله من أحداث جِسامٍ. تدور الأحداث في جنوب عمَّان، لأطبَّاء مصريين، تغيَّرَت حياتهم مائةً وثمانين درجة بعد وصولهم العاصمة الأردنية بأيامٍ قليلَةٍ، بعد عودتهم من الجحيم في جنوب الأردن؛ للعَمَل بمستشفى الأشرفيَّة، التي تمَّ قَصفُها بعُنفٍ خلال أحداث أيلول الأسود 1970، لتفقد الكثيرَ من مَرافِقِها الحيويَّة، ويواجهوا جميعًا مصيرًا مجهولًا، في تَحدٍّ غير مسبوقٍ، وصراعٍ مع عقارب ساعَةٍ لا تعود للوَراءِ أبدًا، ولا تَتوقَّف -حتَّى بُرهَةً- لالتقاط الأنفاس. كان هناك الحياة والموت، الحُبُّ والكراهية، الأنانية والتَّفاني... كُلُّ مُتناقِضات الإنسان ونَزواتِه في مكانٍ واحد. هنا فقط، وفي تلك البقعة الصغيرة من العالم، سترى الجَرَّاح المِصريَّ يسري هاشم، وزميلَه ورفيقَ كفاحِه المُناضِلَ العظيم رؤوف نظمي (الشهير بــ "محجوب عمر")، والمُمرِّضة العراقيَّة، والمُتطوِّع الفلسطينيَّ، ومُساعِدَ الطَّبيب الأردني- يتعاونون من أجل تخفيف آلام مُصابٍ سوريٍّ، أو دَفْنِ جثمان شهيدٍ لبنانيٍّ...
هذه المُذكِّرات ترسم -بِدقَّةٍ- مَلامِحَ شخصيَّاتٍ حقيقية، وتغوص في أعماقها، وتحكي تاريخَ نِضالِها الذي لم يَكُن وليدَ اللَّحظة في أيِّ وقتٍ، بل خَرَجَ تِباعًا، منذ تَشكَّل وَعيُهم القوميُّ بقضيَّة العُروبة، من خلال سَردٍ سَلسٍ، وأسلوبٍ شَيِّقٍ، لتصنع هذه السُّطورُ دائِرةً كبيرةً، ناصِعَةَ البَياضِ، تُجسِّد تَضحيةً غيرَ مَسبوقةٍ لأيقوناتِ نضالٍ حقيقيٍّ، وأبطال أسطوريِّين، نفتقدهم هذه الأيَّام، وسطَ أحداثٍ دامِيَةٍ، كانت -ولا تزال- جُرحًا كبيرًا لم يَندَمِلْ فى جَسدِ الوطن العربي بأكمله.
يعرض الصحفي التركي جان دوندار قصَّة صعود رجُلٍ إلى السُّلطة، رجل لا يتورَّع عن استخدام أي وسيلة لبلوغ هدفه، والغاية عنده تُبرِّر دائمًا الوسيلة.
"الكتاب رواية مُصوَّرة صدَرَت العام الماضي، المؤلِّف هو الصحفي التركي جان دوندار، الذي كان رئيسَ تحرير أقدم صحف تركيا وأكثرها شُهرَة، صحيفة "جمهورييت"، والرسومات الجميلة للفنان المصري السوداني محمد أنور".
"اختُطِف، وزُجَّ به في سجنٍ خاصٍّ، دون معرفة السبب. بعد احتجازه لعشر سنوات في مَعزِل عن العالم، يُطلَق سراحه فجأةً، ليجد كل ما حوله قد تغيَّر. كل ما يمتلكه الآن هو رغبته في معرفة سبب احتجازه، والانتقام".
سلسة مانجا مثيرة، نُشِرَت من عام 1996 إلى عام 1998، في مجلة "مانجا أكشن" الأسبوعية، التابعة لدار نشر "فوتاباشا". حوَّلها المخرج الكوري بارك تشان ووك إلى فيلمه الشهير "أولد بوي"، الذي حصل على الجائزة الكبرى لمهرجان "كان"، في عام 2004. تشمل المانجا ثماني مجلَّدات، تضمُّ 79 فصلًا.
مجدي الشافعي، الأب الروحي للكومكس المصري"
-نيوزويك
"جذابة ومؤلمة، مترو تكشف مأزق العنف ومردوده، ليس بطريقة فجة ولكن بعذوبة."
-كريستيان يونج، في سياق الادب
"واحدة من 1000 كوميكس لابد أن تقرأها قبل أن تموت"
-بول جرافيت
"شكل الشافعي ظاهرة في فن الكوميكس عندما وضع أول رواية من نوعها في المكتبة العربية"
-الحمامصي، الجديد
"
الكتاب الفائز بجائزة إيسنر الفائز بجائزة هوجو
"عالَمٌ من الخيال النَّفسيِّ شديد القسوة، علامة مُهِمَّة في وسيط الروايات المُصَوَّرة"
قائمة مجلة التايم لأفضل 100 رواية باللغة الإنجليزية منذ عام 1923.
"مُدهشة.. الأبطال الخارقون في عالم «الحُرَّاس» الخيالي يملكون سِماتٍ نفسيَّةً مُذهِلة التعقيد".
نيويورك تايمز بووك ريڤيو
"تُحفَة تُمثِّل البراعة الفنية في أزهى صورها"
إنترتاينمت ويكلي
"«الحُرَّاس» عَمَلٌ ليس له مثيل"
رولينج ستون
"
خطفت رواية "العبور" أنظار عُشَّاق القصص المصوَّرة في أوروبا فور صدورها، في أواخر 2019؛ بفضل طريقة تنفيذها، التي تقترب كثيرًا من أفلام الرسوم المتحرِّكة، بما فيها من حركة وانسيابية غير مُعتادة حطَّمَت قوالب القصص المصوَّرة الثابتة. بكادرات شديدة الابتكار، وأسلوب رسمٍ يجعل شخوصها تبدو وكأنها تتحرَّك على امتداد صفحاتها. تُعدُّ هذه الرواية -والتي استغرق رسمها عشر سنوات كاملة- نموذجًا على التجديد والتجريب في عالم السرد البصري، بإيقاعٍ لاهث، وكادرات حُرَّة، وقصة تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها تحمل معاني إنسانيَّة شديدة العُمق؛ استحقَّت هذه الرواية ترشيحها لجائزة أفضل رواية مصوَّرة لعام 2020 بمهرجان أنجوليم.
"في 1870، كان أوجست مارييت في باريس؛ لتصميم ديكورات وملابس أوبرا "عايدة".المقبلة. وكانت فرصة ليروي ما كانت عليه حياته لمنفِّذي الديكور الذين كان يعمل معهم.
"على خُطى مارييت" هي إذن حكاية بضمير المتكلِّم، موجَّهة للجميع، وتَقرِن اكتشاف حياة مارييت بالاستمتاع بالقراءة والصورة:
مناظر من مصر إلى فرنسا في عهد نابليون الثالث، من المؤامرات المختلفة إلى الاكتشافات المذهلة، من الرومانسية إلى السرد الروائي... حياة مارييت هي مغامرة لا تتطلَّب سوى أن توضع في صور.
"
"نهضت من فراشي، وأحضرت ورقة وأقلامًا لأرسم صورة لذلك المتطفِّل. أمسكت القلم الأسود، وبدأت أرسم وجهه ذا الملامح المرعبة؛ ابتسامة شامتة عريضة، وعينين واسعتين لامعتين تخترقني نظراتهما، ثم رسَمتُ جسده الأسود القاتم، كان جسده مُصمَتًا وكأنما كان محضَ خيال. رسمت كل ما تذكَّرتُه من ذاك القابع في مُخيِّلَتي، ولم أنتهِ سوى حين صبغتُ اللوحة كاملة باللون الأسود؛ وكأنما اتَّسع جسد ذلك الشخص ليستبدَّ باللوحة كاملة تمامًا، كما استبدَّ بعقلي؛ فغَدَوتُ أبصر الحياة من خلاله. طويت اللوحة ومزَّقتها إربًا وأودعتها سلَّة المهملات؛ إذ شعرت بغضب شديد تجاه الكائن الذي رسمته. لقد مزَّقتُ صورته على الورقة، إلَّا أنه لا يزال حيًّا في مُخيِّلتي."
"قال وددتُ لو أهرب من هذا كلِّه. لكنه تعلَّم كيف يهرب من الكلمات إلى الكلمات، أن يُكفِّن الوردة الحيَّة في حروفٍ سوداء بلا رائحة ولا ملمس، وأن يستغني عن شجاعة الرحلة بلذَّة تخيُّلها. حتى جاء يومٌ ووقَعَت المعجزة، حقًّا وصدقًا، وبلا لُغة؛ إذ نبتت الأوراق الخُضر في أطرافه الأربعة، وشقَّت قدماه سطح الأرض وراحت تمتدُّ عميقًا، وارتفعَ رأسه نحو النور والهواء، وبدأ يرقص مع النسيم على غناء الطير ودغدغة النحل، يدور حول نفسه بذراعٍ مرفوعة تشيرُ لقلعة أبيه في السماء، وأخرى مُدلَّاة تشيرُ لبطن أمه على الأرض، تلك التي لا يحلم بها كثيرًا، لكنه سيرجع إليها مثل كل أبنائها في نهاية الرِحلة. وبين قلعة أبيه وبطن أمه يحاول أن ينسى نفسَه ليعثر على كل شيء. وإلى أن يحدث هذا، إلى أن يصير وردةً لا تدري ما هي، سيظل مبتسمًا لجُرحه المفتوح، عابرًا في ثقة السُّكارى من صفحةٍ إلى أخرى.
"
"وقف يدعو دُماه للحضور، جئن يتساءلن عمَّا يبتغيه السيد البروفسور، قال هل تَقْبَلْن بدعوتي لكُنَّ على رحلة إلى مدينة الدُّمى؟ صرخن وقفزن من الفرح، واندفعن يَغمُرْنَه بالقُبَل، وعكفن يتبادلن الحديث عمَّا سوف ترتديه كلٌّ منهن، وهن يتنافسن على أيِّهنَّ ستكون أكثر جَمالًا، وأيهن ستصبح أكثر جاذبية وإثارة.
حدَّقَت فيه بعينَيْ ذِئبَةٍ شابَّة وسألته كم مانيكان سيصطحب؟ قال برعونةٍ: الجميع. سألته إذا كان سيُراقِصُهنَّ جميعًا على خشبة المرقص؟ إذا كان سيُقبِّلهنَّ بأَسْرِهنَّ عندما تظلم شاشة السينما، عمَّن سوف تحظى بمرافقته، قال: لا أحد، سوف أصطحب زوجتي المتوفاة.
صرخن جميعا وهنَّ يتأوهن: أوووو... نوو... فاتن... لا مستر... هذا ظُلم بَيِّن، أنت لن تكفينا ونحن في حاجة لرجال. أضافت وعيناها تطقَّان بالشَّرر... قضية واضحة مستر، نحن في حاجة للصُّحبة.
"
"جمعت كل الأوراق الممكنة لكن عاد اضطراب قلبي بعد أن غابت الشمس فاستلقيت على الأرض حتى شعرت ببرودة الشتاء تدفعني إلى الحركة مرة أخرى، أعرف أين عليَّ الذهاب لكني لم أجمع ورقًا كافيًا للكتابة بعد. في الممر الخلفي المُضاء على استحياء بضوء القمر أجد أوراقًا بيضاء مكدسة، ينقل العامل بعضًا منها ويترك الكثير خلفه، سيعود ليدخلها المحل بالتأكيد، لكني أركض وأختطف رزمتين كبيرتين فتتسارع دقات قلبي ولا تهدأ حتى بابتعادي عنه. يحجب الطيف ضوء القمر ويهنئني على ما جمعت ثم يسألني-من دون أن يتكلم- لماذا لا أكتب؟ لا أرد".
مجموعة قصصية من 16 قصة قصيرة تعالج الخوف، والحب، والانكسار، والطموح، والرَّغبات: السَّاذجة منها؛ والطموحة. في النهاية، لا يتوقَّف بطل الحكايات عن المحاولة، حتى لو ابتُليَ بالفشل في كل مرة.
"
درَّست لي فاليريا كل سيمفونيات سيرجي سيرجيفيتش بروكفيف، حكت لي أن الموهوب الروسي الذي عزف في عواصم العالم من لندن إلى برلين إلى باريس، واختار العودة النهائية ليعيش بموسكو في بناية ليست بعيدة عن الكرملين عام 1936 ليشهد بأعينه من دون أن يستطيع أن ينبس ببنت شفة ما فعله ستالين برفاقه من اللجنة المركزية وقادة الجيش والدولة ثم ببقية مواطنيه السوفييت، ألَّف بروكوفييف رائعته الحرب والسلام لتحكي رواية ليو تولستوي في غضون الأربعينيات، استنهاضًا للأمة الروسية في مواجهة النازية. كان بروكوفييف نجم الموسيقى الكلاسيكية الحي في الاتحاد السوفيتي قبل الحرب وبعدها تم توبيخه هو وموسيقيين آخرين بتهمة "الشكلية" ومعه الموسيقيان آرام خاشتوريان وديمتري شوستكافيتش، وأن موسيقاهم لم تعُد تعني أي شيء! وخالية من أي معانٍ "بنَّاءة" أو "اشتراكية" وتم حظر ثمانية من أعماله تمامًا داخل الاتحاد السوفيتي. تضحك فاليريا عندما كانت تحكي لتعرفني بأن نجمها بروكفيف مات في نفس يوم وفاة ستالين سنة 1953، وتقول أنه عندما صعد إلى السماء لا بد أن الملائكة أرغمت السفاح على الاستماع لموسيقى بروكفييف أيامًا طويلة حتى يتم الانتهاء من استقبال بروكفييف الاستقبال الملائكي الذي يليق به، بل إن أحد الملائكة قرر أن يعيد إذاعة الثمانية أعمال الممنوعة من الإذاعة والعرض بتوالٍ متواصل لعقاب ستالين.
أحسُّ شيئًا كابوسيًّا يهدف إلى تحويل الناس إلى أجسام بلا روح، مثل الدجاج الآلي في مزارع الدواجن والجمعيَّات الاستهلاكيَّة، مجاميع هائلة تخرج للحياة في المحاضن المبرمجة تؤدِّي وظيفة مرسومة من الأوَّل للآخر، ينتهي البرنامج فينتهون، لا صراع، لا اتصال. لا حوار، لا شيء إلا الكابوس.
قراء المحروسة في آخر أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023، تشرفنا بزيارتكم جميعًا، وفي انتظاركم العام القادم..📚🧡
#معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب_2023
#المحروسة #معرفة_حرة