كلبٌ يخرج لسانه يلهث من الحرارة، يمشي بخطواتٍ ثقيلة ومرهقة، يعبر السَّاحة من طرفٍ إلى آخر، ويتوقف أمام اللحَّام في الزاوية.
لا تبدي قطط الطريق الكبيرة التي تقف هناك أيَّ اهتمامٍ بهذا الكلب العجوز الذي بات يشبههم.
مدخل دكان اللحَّام مغطَّى بأشرطة بلاستيكية ملوَّنة ومزيَّنة بالخرز تمنع دخول الذباب والحشرات.
تقف الأشرطة جامدة بلا حراكٍ.
لا وجود حتى لنسمة خفيفة في الجو.
اجتاحت حرارة منتصف النهار المدينة.
كأن السَّماء تمطر جمرًا.
كارماك بلدة صغيرة للغاية في أمريكا.
بعد عددٍ من الحوادث والوقائع المؤسفة، تجد البلدة نفسها مضطرة إلى توظيف وسيطٍ لتبليغ الأخبار السيئة.
يحصل فرانك فيريللي على الوظيفة ويبدأ في توصيل هذه الأخبار.
رواية الوسيط جزءٌ مستقلٌّ من الرواية الأكبر «شْلوك»، وتُنشَر مستقلة احتفاءً بفيلم The Middle Man.
"كتابة كيم بو يونج أشبه بقطعة فنية سينمائية تخطف الأنفاس. تُذكِّرنا بالعالم الذي عشناه في أفلام على غرار ماتريكس، واستِهلال Inception، ومدينة الظلام Dark City، لكنها لا تزال تقودنا إلى هذا البناء الأصيل تمامًا. كتابة بو يونج تجربة أدبية صوفية الأفكار، وسينمائية رائدة في ابتكار عوالمها. باختصار: قوية ورشيقة وباهرة".
بونج جون-هو
مخرج فيلم الطفيلي (Parasite) الحائز على جائزة الأوسكار
من خلال الموازنة بين الكآبة والأمل، بين البشاعة والجَمال، نجحت هذه القصص في أن تكون قويَّة، وفي استكشافها المحفِّز للأفكار لمعاني مثل الحب والفقد والتكيُّف، والطبيعة البشرية.
ڤاليري فالديس ((Chilling Effects
استكشافٌ جميلٌ وصادق للعقل والجسد والروح عبر الزمن والمكان. هذه القصص ستفطر قلبكَ، ثم سترتقه بحنان وتجمع أجزاءه المحطَّمة مرة أخرى.
مارينا جيه لوستيتر (ثلاثية نومينون Noumenon)
يتحدَّث عن قضية من أهم قضايا العمل النقابي والسياسي بمصر، وهي قضية التنظيم وما يتعلَّق منها بالنِّضال الفلَّاحي، ويسعى للتعريف بها على ضوء الأدبيات السياسية والخبرة العَمليَّة.
ويتناول عددًا من القواعد والمبادئ الواجب مُراعاتها في تشكيل تلك التنظيمات (نقابية وسياسية)، والتي يَلزَم أن تتناسَب مع الأوضاع الاجتماعية والسياسية والثقافية في بلادنا، ويناقش كيفية تطبيق بعضٍ منها.
كذلك يتعرَّض لمثالٍ عَمَليٍّ يتعلَّق بقرية كمشيش بالمنوفية، وكيف تمَّ تطبيق تلك القواعد في خمسينات القرن الماضي، وفي ثمانيناته بعد عودة قادتها إليها في أعقاب عملية نفي (حظر إقامة) بالمنوفية، جَرَت عام 1971، واستمرَّت 4 سنوات في محافظات الصعيد وغيرها. وأسهمت -مع عوامل أخرى- في انفراط عِقد هؤلاء القادة، وعرقَلَت نشاطهم، وأوقَفَت تَصاعُد كفاحهم الذي بدؤوه قبل نفيهم بربع قرن.
كذلك يتناول دور هؤلاء القادة في كفاحهم السياسي، مُستَنِدين على ساقٍ واحدة هي النشاط الجماهيري، ومتجاهلين السَّاق الأخرى، وهي التنظيم؛ ممَّا ساهَم في تقليص عائد ذلك الكفاح، وأسهم -من زاويةٍ أخرى- في إضعاف قُدرَتِهم على حماية أبرز قادَتِهم: الشهيد صلاح حسين.
هذا الكتاب بقلم اقتصاديٍّ من العيار الثقيل، صياغته سهلة، دون استخدام مصطلحات اقتصادية صعبة الفهم على القارئ العادي. يستعرض المؤلِّفُ الأحوالَ الاقتصادية التي مرَّت بها البلاد خلال 4 مراحل: قبل ثورة 25 يناير، المرحلة الانتقالية التي أعقبتها، ثم فترة حكم الإخوان، وأخيرًا إبَّان الحكومة الانتقالية. بالرغم من تنوُّع واختلاف الأوضاع الاقتصادية والسياسية خلال تلك الحقبة، إلَّا أن الكاتب استطاع أن يرصد القواسم المشتركة، التي تتيح الاستفادة من تجارب الماضي لمجابهة الأزمة الاقتصادية الحالية. ويَخلُص الكاتب إلى أنه من الضروري التحوُّل من التنمية بالمشروعات إلى التنمية بإصلاح السياسات، والعمل على تحسين الإنتاجية، وترشيد الأولويات، وإنهاء التحيُّز للقطاع العقاري، مع التوزيع العادل لعوائد التنمية، وضمانًا للنجاح؛ يؤكِّد على أهمية أن يحظى المواطنون بفرص حقيقية في اختيار ومساءلة سياسيِّيهم. الكتاب مُساهمةٌ مهمَّة قد تتَّفق أو تختلف مع ما جاء فيه، لكن إذا بدأت في قراءته فلن تتركه قبل أن تصل إلى خاتمته.
أ. د. محمد غنيم
أستاذ جراحة المسالك البولية بمركز أمراض الكلي، بطب المنصورة
قد تكون السباحة ضد التيار هي المجرى الآمِن للوطن في لحظات فارقة من تاريخه، إذا ما انقضت لا يمكن استرجاعها؛ لأنها تعطي نقاط ضوء تنير الطريق للحالمين بحاضر أفضل، ومستقبل أكثر ازدهارًا. في هذا الكتاب، يسعى مؤلِّفُه، الدكتور أحمد جلال، إلى الإبحار في الماضي القريب، لكن من المؤكَّد أن عينيه على ما هو آتٍ. هذا كتاب جدير بالقراءة للمهمومين بأحوال هذا الوطن.
د. درية شرف الدين
وزير الإعلام الأسبق وعضو مجلس النواب
لا تُقاس التجارب السياسية بمدتها الزمنية، بل بجَسامَة أحداثها، وصعوبة قراراتها، وحجم المخاطر التي تنطوي عليها. هكذا كانت الأشهر التي قضاها الدكتور أحمد جلال وزيرًا لمالية مصر، من يوليو 2013 إلى فبراير 2014، وكان البلد في هذه الأثناء في حالة عنف واضطراب شديدين، وأوضاع اقتصادية تقترب من الانهيار. الكتاب يعكس رؤية الدكتور جلال لهذه الفترة الحرجة التي جمعتنا في ذات الوزارة، ويقدم تقريرًا وكشف حساب شخصيًّا وإنسانيًّا، ليس فقط عن هذه الفترة العصيبة، بل وما سبقها ومهَّد لها من أحداث سياسية واقتصادية، شارِحًا المقدِّمات والتداعيات، ومقترحًا مسارًا أفضل للمستقبل: مستقبل مصر الاقتصادي والسياسي.
د. زياد بهاء الدين
نائب رئيس الوزراء ووزير التعاون الدولي الأسبق
أنتَ لست قسِّيسًا كي أعترف لك بالخطايا، أنا فقط قرَّرتُ أن أكون صادقًا وصريحًا لأبعد الحدود في هذه المذكِّرات، للدرجة التي أغضَبَت زوجتي إيزابيلا، لكنها في النهاية دعَّمَتني. لقد حقَّقتُ ما لم يُحقِّقه أحدٌ مثلي من قبل، وقرَّرتُ أن أمنح قارئ هذا الكتاب مادَّةً صادقة؛ لعلَّني أُسهِم في نقل تجربتي كاملة لمن يريد أن يتعلَّم شيئًا عن الحياة، وحقيقتها المستترة، فالإنسان يكره الحقيقة لأنها دائمًا مُرَّة، أمَّا الأكاذيب فيستلذُّ طعمها الجميع. وبعد أن أصبحت أوَّلَ مصري مسلم من أصول إفريقية يدخل الكونجرس، لم يستبعد كثيرٌ من المحللين السياسيين وقتها أن يسكن البيتَ الأبيضَ رئيسٌ أسود بعد بضعة عقود.
فتحتُ حسابي على الفيسبوك أحاول أن أكتب عن مشاهداتي ببيروت، ووجدت نفسي أكتب لزوجتي. لم أكن من النوع الذي يحبُّ استعراض حياته الخاصة على الفيسبوك، فرغم أن زوجتي كانت أجمل النساء في عيني، لكني أبدًا لم أسعَ لاستعراض قصة عشقنا أمام الملأ؛ فقد تعلَّمتُ من شبكات التواصل الاجتماعية أن أغلب مَن يستعرضون سعادتهم هم مِن أتعس الخَلْق؛ لأننا حين نعيش السعادة الحقيقية ونتذوَّقها فنحن نحتفظ بجماليتها لأنفسنا فقط، أمَّا أولئك الذين يستعرضون حياتهم الخاصة أمام الملأ فلديهم شكٌّ عميق بخصوص سعادتهم؛ لأنهم يعتقدون أن نقرات الإعجاب إقرار بحقيقية سعادتهم. إنه فقط عالم الصور، ولا يمكن للسعادة أبدًا أن تصبح افتراضية. صفحة زوجتي وصورتها. هذا السلام الداخلي وهذا الجمال الهادئ. إنها بقوة ألف حصان، وهي في الوقت نفسه مفرطة الأنوثة. "أحبُّكِ"، انفلَتَت مني. ثم "أحبُّكِ" رَقَنتُها هذه المرة. وعند "أحبُّكِ" الثالثة انسابت مني الكلمات كأنَّ أحدًا يُمليها عليَّ. إننا حينما نكتب بصوت القلب فإن الكلمات تنساب منَّا كشلَّال هادئ يشقُّ طريقه بسلاسة إلى قلوب القُرَّاء.
يقدم "سيكولوجية أن تكون بخير" للقراء أدواتًا للتعامل مع عافيتهم الشخصية، وفهم ما يصنع "حياة جيدة." باستخدام التأملات الذاتية والسرد القصصي، يبحث الكتاب كيف تؤثر الثقة في العافية النفسية والعاطفية، ويأخذ بعين الاعتبار كيف يؤثر الضغط العصبي وعدم المساواة على عافيتنا النفسية، وكيف تؤثر توجّهات جديدة مثل علم النفس الإيجابي على فهمنا للسعادة.
الناس مفتونون بعلم النفس، وما يحرّك البشر. لمَ نفكر ونتصرف بتلك الطريقة؟ قابلنا جميعًا "أطباء الأريكة"* الذين يدّعون أن لديهم الإجابات، ومن يتساءلون عمّا إذا كان بمقدور الأخصائيون النفسيون قراءة أفكارهم. "سيكولوجية كل شيء" هي سلسلة كتب تحطّم الخرافات الشائعة و العلوم الزائفة التي تحيط ببعض أكبر أسئلة الحياة.
عزيزي القارئ
قبل أن تلقي بهذا الكتاب إلى الأرض، وتفرُّ منه قدر استطاعتك، عليك أولًا أن تعرف لماذا؛ هذا هو الكتاب الوحيد الذي يصف كل التفاصيل الدقيقة لإقامة الإخوة بودلير البائسة في مستشفى هيمليك، وهو ما يجعله واحدًا من أكثر الكتب رعبًا في العالم!
توجد العديد من الأشياء السارَّة المسلية التي يمكنك قراءتها، لكن هذا الكتاب لا يحتوي إطلاقًا على أي منها. فعبر صفحاته ستجد تفاصيل مخيفة، مثل صاحب المتجر الغريب، وعمليات جراحية غير ضرورية، ونظام اتصال داخلي، وبنج، وبالونات على شكل قلب، وافتراضات ومعلومات غير مؤكدة عن الحريق، وأنت يقينًا لا ترغب في القراءة عن هذه الأشياء!
لقد آليت على نفسي أن أبحث وراء هذه القصة، وأن أدوِّنها بأفضل طريقة ممكنة. لذلك فأنا أعرف جيدًا أنه حيثما وجدت هذا الكتاب فلا بد وأن تلقيه بعيدًا.
كل الاحترام
ليموني سنيكت
"وها هو يفاجئنا بهذا الكتاب القَيِّم، الذي يُذكِّرني في إخراجه وتبويبه بما كان يفعله الموسوعي الكبير د. "ثروت عكاشة" في بعض كتبه الخالدة، حيث يمتزج الفكر بالأدب والفن، في إطار تحليلٍ عِلميٍّ يدعو إلى الإعجاب".
د. مصطفى الفقي
"حسام بدراوي نسيج وحده، سواء في صياغة اسم كتابه، أو مضمونه"
د. مراد وهبة
"حقًّا، لقد ساهم الدكتور حسام بدراوي -بكتابه "أنا والميمات"- في حركة التنوير، وفهم الكثير من خفايا الحياة؛ ممَّا سيسهِّل الوصول للتَّوازُن والصِّحَّة النَّفسيَّة".
د. أحمد عكاشة
"إنه كتاب رائع! تُظهر لنا ساترابي كيف ينمو الطفل في مجتمعٍ تحكمه عقيدةٌ دينية متشدِّدة، وكيف يمكن أن يتمرَّد المرء؛ ولو في تفاصيل الحياة اليومية. بعض تلك التمرُّدات هزليَّة، وبعضها تنتهي بمأساة.
يمكنك أن تشعر بتأثيرات عديدة في هذا الكتاب، مثل الأخوين هيرنانديز، فرانس ماسيريل وأرت سبيليجمان".
فيليب بولمان
"مذكِّرات عن نشأة فتاة في إيران الثورية. تقدِّم برسيبوليس لمحةً فريدة عن أسلوب حياة غير معروف تقريبًا، ولا يمكن الوصول إليه... اختيار ساترابي سَردَ قصتها الرائعة ككتابٍ هَزليٍّ؛ يجعلها فريدة تمامًا، ولا غِنى عنها".
جريدة التايم
"كُتُب مارجانا ساترابي مُضحِكة وحزينة، ويمكن أن تقرأها بسلاسة. سيُعلِّمك برسيبوليس المزيدَ عن إيران، وعن كونك دخيلًا، وعن كونك إنسانًا- أكثر ممَّا يمكن أن تتعلَّمه من ألف ساعة من الأفلام الوثائقية التلفزيونية، والمقالات الصحفية، وستتذكَّرها لوقت طويل جدًّا".
مارك هادون
مؤلف كتاب "حادثة الكلب الغامضة في الليل"
"
يعرض الصحفي التركي جان دوندار قصَّة صعود رجُلٍ إلى السُّلطة، رجل لا يتورَّع عن استخدام أي وسيلة لبلوغ هدفه، والغاية عنده تُبرِّر دائمًا الوسيلة.
"الكتاب رواية مُصوَّرة صدَرَت العام الماضي، المؤلِّف هو الصحفي التركي جان دوندار، الذي كان رئيسَ تحرير أقدم صحف تركيا وأكثرها شُهرَة، صحيفة "جمهورييت"، والرسومات الجميلة للفنان المصري السوداني محمد أنور".
"اختُطِف، وزُجَّ به في سجنٍ خاصٍّ، دون معرفة السبب. بعد احتجازه لعشر سنوات في مَعزِل عن العالم، يُطلَق سراحه فجأةً، ليجد كل ما حوله قد تغيَّر. كل ما يمتلكه الآن هو رغبته في معرفة سبب احتجازه، والانتقام".
سلسة مانجا مثيرة، نُشِرَت من عام 1996 إلى عام 1998، في مجلة "مانجا أكشن" الأسبوعية، التابعة لدار نشر "فوتاباشا". حوَّلها المخرج الكوري بارك تشان ووك إلى فيلمه الشهير "أولد بوي"، الذي حصل على الجائزة الكبرى لمهرجان "كان"، في عام 2004. تشمل المانجا ثماني مجلَّدات، تضمُّ 79 فصلًا.
مجدي الشافعي، الأب الروحي للكومكس المصري"
-نيوزويك
"جذابة ومؤلمة، مترو تكشف مأزق العنف ومردوده، ليس بطريقة فجة ولكن بعذوبة."
-كريستيان يونج، في سياق الادب
"واحدة من 1000 كوميكس لابد أن تقرأها قبل أن تموت"
-بول جرافيت
"شكل الشافعي ظاهرة في فن الكوميكس عندما وضع أول رواية من نوعها في المكتبة العربية"
-الحمامصي، الجديد
"
الكتاب الفائز بجائزة إيسنر الفائز بجائزة هوجو
"عالَمٌ من الخيال النَّفسيِّ شديد القسوة، علامة مُهِمَّة في وسيط الروايات المُصَوَّرة"
قائمة مجلة التايم لأفضل 100 رواية باللغة الإنجليزية منذ عام 1923.
"مُدهشة.. الأبطال الخارقون في عالم «الحُرَّاس» الخيالي يملكون سِماتٍ نفسيَّةً مُذهِلة التعقيد".
نيويورك تايمز بووك ريڤيو
"تُحفَة تُمثِّل البراعة الفنية في أزهى صورها"
إنترتاينمت ويكلي
"«الحُرَّاس» عَمَلٌ ليس له مثيل"
رولينج ستون
"
خطفت رواية "العبور" أنظار عُشَّاق القصص المصوَّرة في أوروبا فور صدورها، في أواخر 2019؛ بفضل طريقة تنفيذها، التي تقترب كثيرًا من أفلام الرسوم المتحرِّكة، بما فيها من حركة وانسيابية غير مُعتادة حطَّمَت قوالب القصص المصوَّرة الثابتة. بكادرات شديدة الابتكار، وأسلوب رسمٍ يجعل شخوصها تبدو وكأنها تتحرَّك على امتداد صفحاتها. تُعدُّ هذه الرواية -والتي استغرق رسمها عشر سنوات كاملة- نموذجًا على التجديد والتجريب في عالم السرد البصري، بإيقاعٍ لاهث، وكادرات حُرَّة، وقصة تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها تحمل معاني إنسانيَّة شديدة العُمق؛ استحقَّت هذه الرواية ترشيحها لجائزة أفضل رواية مصوَّرة لعام 2020 بمهرجان أنجوليم.
أنتَ لست قسِّيسًا كي أعترف لك بالخطايا، أنا فقط قرَّرتُ أن أكون صادقًا وصريحًا لأبعد الحدود في هذه المذكِّرات، للدرجة التي أغضَبَت زوجتي إيزابيلا، لكنها في النهاية دعَّمَتني. لقد حقَّقتُ ما لم يُحقِّقه أحدٌ مثلي من قبل، وقرَّرتُ أن أمنح قارئ هذا الكتاب مادَّةً صادقة؛ لعلَّني أُسهِم في نقل تجربتي كاملة لمن يريد أن يتعلَّم شيئًا عن الحياة، وحقيقتها المستترة، فالإنسان يكره الحقيقة لأنها دائمًا مُرَّة، أمَّا الأكاذيب فيستلذُّ طعمها الجميع. وبعد أن أصبحت أوَّلَ مصري مسلم من أصول إفريقية يدخل الكونجرس، لم يستبعد كثيرٌ من المحللين السياسيين وقتها أن يسكن البيتَ الأبيضَ رئيسٌ أسود بعد بضعة عقود.
فتحتُ حسابي على الفيسبوك أحاول أن أكتب عن مشاهداتي ببيروت، ووجدت نفسي أكتب لزوجتي. لم أكن من النوع الذي يحبُّ استعراض حياته الخاصة على الفيسبوك، فرغم أن زوجتي كانت أجمل النساء في عيني، لكني أبدًا لم أسعَ لاستعراض قصة عشقنا أمام الملأ؛ فقد تعلَّمتُ من شبكات التواصل الاجتماعية أن أغلب مَن يستعرضون سعادتهم هم مِن أتعس الخَلْق؛ لأننا حين نعيش السعادة الحقيقية ونتذوَّقها فنحن نحتفظ بجماليتها لأنفسنا فقط، أمَّا أولئك الذين يستعرضون حياتهم الخاصة أمام الملأ فلديهم شكٌّ عميق بخصوص سعادتهم؛ لأنهم يعتقدون أن نقرات الإعجاب إقرار بحقيقية سعادتهم. إنه فقط عالم الصور، ولا يمكن للسعادة أبدًا أن تصبح افتراضية. صفحة زوجتي وصورتها. هذا السلام الداخلي وهذا الجمال الهادئ. إنها بقوة ألف حصان، وهي في الوقت نفسه مفرطة الأنوثة. "أحبُّكِ"، انفلَتَت مني. ثم "أحبُّكِ" رَقَنتُها هذه المرة. وعند "أحبُّكِ" الثالثة انسابت مني الكلمات كأنَّ أحدًا يُمليها عليَّ. إننا حينما نكتب بصوت القلب فإن الكلمات تنساب منَّا كشلَّال هادئ يشقُّ طريقه بسلاسة إلى قلوب القُرَّاء.
"نهضت من فراشي، وأحضرت ورقة وأقلامًا لأرسم صورة لذلك المتطفِّل. أمسكت القلم الأسود، وبدأت أرسم وجهه ذا الملامح المرعبة؛ ابتسامة شامتة عريضة، وعينين واسعتين لامعتين تخترقني نظراتهما، ثم رسَمتُ جسده الأسود القاتم، كان جسده مُصمَتًا وكأنما كان محضَ خيال. رسمت كل ما تذكَّرتُه من ذاك القابع في مُخيِّلَتي، ولم أنتهِ سوى حين صبغتُ اللوحة كاملة باللون الأسود؛ وكأنما اتَّسع جسد ذلك الشخص ليستبدَّ باللوحة كاملة تمامًا، كما استبدَّ بعقلي؛ فغَدَوتُ أبصر الحياة من خلاله. طويت اللوحة ومزَّقتها إربًا وأودعتها سلَّة المهملات؛ إذ شعرت بغضب شديد تجاه الكائن الذي رسمته. لقد مزَّقتُ صورته على الورقة، إلَّا أنه لا يزال حيًّا في مُخيِّلتي."
"قال وددتُ لو أهرب من هذا كلِّه. لكنه تعلَّم كيف يهرب من الكلمات إلى الكلمات، أن يُكفِّن الوردة الحيَّة في حروفٍ سوداء بلا رائحة ولا ملمس، وأن يستغني عن شجاعة الرحلة بلذَّة تخيُّلها. حتى جاء يومٌ ووقَعَت المعجزة، حقًّا وصدقًا، وبلا لُغة؛ إذ نبتت الأوراق الخُضر في أطرافه الأربعة، وشقَّت قدماه سطح الأرض وراحت تمتدُّ عميقًا، وارتفعَ رأسه نحو النور والهواء، وبدأ يرقص مع النسيم على غناء الطير ودغدغة النحل، يدور حول نفسه بذراعٍ مرفوعة تشيرُ لقلعة أبيه في السماء، وأخرى مُدلَّاة تشيرُ لبطن أمه على الأرض، تلك التي لا يحلم بها كثيرًا، لكنه سيرجع إليها مثل كل أبنائها في نهاية الرِحلة. وبين قلعة أبيه وبطن أمه يحاول أن ينسى نفسَه ليعثر على كل شيء. وإلى أن يحدث هذا، إلى أن يصير وردةً لا تدري ما هي، سيظل مبتسمًا لجُرحه المفتوح، عابرًا في ثقة السُّكارى من صفحةٍ إلى أخرى.
"
"جمعت كل الأوراق الممكنة لكن عاد اضطراب قلبي بعد أن غابت الشمس فاستلقيت على الأرض حتى شعرت ببرودة الشتاء تدفعني إلى الحركة مرة أخرى، أعرف أين عليَّ الذهاب لكني لم أجمع ورقًا كافيًا للكتابة بعد. في الممر الخلفي المُضاء على استحياء بضوء القمر أجد أوراقًا بيضاء مكدسة، ينقل العامل بعضًا منها ويترك الكثير خلفه، سيعود ليدخلها المحل بالتأكيد، لكني أركض وأختطف رزمتين كبيرتين فتتسارع دقات قلبي ولا تهدأ حتى بابتعادي عنه. يحجب الطيف ضوء القمر ويهنئني على ما جمعت ثم يسألني-من دون أن يتكلم- لماذا لا أكتب؟ لا أرد".
مجموعة قصصية من 16 قصة قصيرة تعالج الخوف، والحب، والانكسار، والطموح، والرَّغبات: السَّاذجة منها؛ والطموحة. في النهاية، لا يتوقَّف بطل الحكايات عن المحاولة، حتى لو ابتُليَ بالفشل في كل مرة.
"
درَّست لي فاليريا كل سيمفونيات سيرجي سيرجيفيتش بروكفيف، حكت لي أن الموهوب الروسي الذي عزف في عواصم العالم من لندن إلى برلين إلى باريس، واختار العودة النهائية ليعيش بموسكو في بناية ليست بعيدة عن الكرملين عام 1936 ليشهد بأعينه من دون أن يستطيع أن ينبس ببنت شفة ما فعله ستالين برفاقه من اللجنة المركزية وقادة الجيش والدولة ثم ببقية مواطنيه السوفييت، ألَّف بروكوفييف رائعته الحرب والسلام لتحكي رواية ليو تولستوي في غضون الأربعينيات، استنهاضًا للأمة الروسية في مواجهة النازية. كان بروكوفييف نجم الموسيقى الكلاسيكية الحي في الاتحاد السوفيتي قبل الحرب وبعدها تم توبيخه هو وموسيقيين آخرين بتهمة "الشكلية" ومعه الموسيقيان آرام خاشتوريان وديمتري شوستكافيتش، وأن موسيقاهم لم تعُد تعني أي شيء! وخالية من أي معانٍ "بنَّاءة" أو "اشتراكية" وتم حظر ثمانية من أعماله تمامًا داخل الاتحاد السوفيتي. تضحك فاليريا عندما كانت تحكي لتعرفني بأن نجمها بروكفيف مات في نفس يوم وفاة ستالين سنة 1953، وتقول أنه عندما صعد إلى السماء لا بد أن الملائكة أرغمت السفاح على الاستماع لموسيقى بروكفييف أيامًا طويلة حتى يتم الانتهاء من استقبال بروكفييف الاستقبال الملائكي الذي يليق به، بل إن أحد الملائكة قرر أن يعيد إذاعة الثمانية أعمال الممنوعة من الإذاعة والعرض بتوالٍ متواصل لعقاب ستالين.
كشف هذا الكتاب عن فكر تيار رئيسي من مفكري الغرب، من غيرِ ذوي الأصول الأوروبية، فيما يتعلق بالعنصرية المتأصلة في الثقافة الأوروبية، التي تساهم في مفاقمة ما يصفه وارد تشرشل بـ "الحالة المرضية" لما أصبح يُعرف بالحركة السلمية، والتي تقف وراء المواقف الثابتة المستمرة التي تتخذها "المعارضة" الأوروبية / الأمريكية "البيضاء"، فيفضح نفاق ما يُعرف باليسار والقوى التقدمية في الغرب عمومًا، وفي أمريكا خصوصًا. وهو أمر يجب أن تعيه بلدان وشعوب العالم الثالث -ومصر والمصريون من بينهم- في كفاحهم ضدّ الاستعمار (الذي كان وما زال أوروبيًّا بالتحديد) في ثوبه "الجديد"، وأشكال حروبه الجديدة من النوع الثالث والرابع، وماذا يجب أن نتوقع (أو لا نتوقع) مما يطلق عليه معارضة أوروبية فيما يتعلق بمواقفها المتراخية المتواطئة مع حكوماتها من جهة، ونظرتها العنصرية المُتعالية تجاه شعوبنا "في العالم الثالث" من جهةٍ أخرى.
🌐يمكنك الحصول على نسختك الآن من خلال ويبسايت المحروسة: https://www.mahrousaeg.com/book/363
أو من خلال موزعينا داخل أو خارج مصر
📍موزعينا داخل مصر: https://bit.ly/3SUw3Ah
📍موزعينا خارج مصر: https://bit.ly/3C6gYF4
نتشرف بدعوتكم لحضور حفل توقيع ومناقشة رواية "إدريس هارلم"، للكاتب نادر الشرقاوي، يناقشه الكاتب والصحفي نبيل عمر، ويدير اللقاء الكاتب و الصحفي محمد الشبة.
وذلك يوم الثلاثاء الموافق 26 سبتمبر، الساعة 8 مساءً، في مكتبة البلد.
في انتظاركم..🧡
مكتبة البلد/ ٣١ شارع محمد محمود من ميدان التحرير أمام الجامعة الأمريكية عمارة كافيه سيلنترو الدور الأول.
اشترك في النشرة البريدية ليصلك كل جديد عن عروض و إصدارات المحروسة