بث تجريبي

تابعنا علي مواقع التوصل الاجتماعي

ما نَتَعلَّمُه هُنا قَليلٌ جِدًّا، ثَمَّةَ عَجزٌ في هَيئَةِ التَّدريسِ، ونَحنُ صِبْيان مَعهَدِ بِنيامِنْتا، لَن نَصِلَ إلى شَيءٍ، هَذا يَعني أَنَّنا جَميعًا لَنْ نَكونَ في حياتِنا لاحِقًا إِلَّا شَيئًا صَغيرًا جِدًّا وتابِعًا. التَّعليمُ الَّذي نَتَلقَّاهُ يَتمَثَّل على نَحوٍ أَساسيٍّ في تَربِيَتِنا على الصَّبرِ والطَّاعَةِ، خُصلَتانِ لا تُبَشِّران بِنَجاحٍ كَبير، أَو لا تُبَشِّرانِ بِأَيِّ نَجاحٍ عَلى الإِطلاق. نَجاحاتٌ داخِلِيَّةٌ، إِي نَعَم. لَكِن ماذا يَجني المرءُ مِن مِثلِ هَذِهِ النَّجاحاتِ؟ هَل تَكْفُلُ المكاسِبُ الدَّاخِلِيَّةُ لِلمَرْءِ ما يَأكُلُه؟ إِنَّني أُحِبُّ أَن أُصبِحَ غَنيًّا، أَركَبُ العَرَباتِ وأُبَعثِرُ الأَموالَ. لَقَد تَكلَّمتُ بِهَذا مع كراوس، رفيقي في المعهَدِ، لَكِنَّهُ لَم يِزِدْ عَلى أَنْ هَزَّ كَتِفَيْه بازدِراءٍ، ولَم يَعبَأ بالرَّدِّ عَليَّ ولَو بِكِلمَةٍ واحِدَة. كراوس صاحِبُ مبادِئَ، إِنَّه يَجلِسُ بِمُنتَهى الثَّباتِ عَلى السَّرجِ مُمتَطِيًا صَهوَةَ الرِّضا والقَناعَةِ، وهَذِه مَطيَّةٌ لا يُحِبُّ أَن يَمتَطِيَها أُولِئكَ الَّذين يُريدون أَن يَركُضوا. وإنَّني مُنذُ جِئتُ هُنا إِلى مَعهَدِ بنيامِنْتا، قد تَوصَّلتُ بالفِعلِ إلى أَنْ أُصبِحَ لُغزًا أَمامَ نَفسي.