المؤلف: داريو فو Dario Fo هو مثال للشخصية الشاملة والمتنوعة، فهو روائي ومؤلف مسرحي وممثل ومخرج وكاتب سيناريو ورسام وناشط سياسي. ولد في عام 1926 في أسرة مناهضة للفاشية في إقليم لومبارديا. وبعدما درس في أكاديمية الفنون الجميلة في ميلانو التحق بكلية الهندسة المعمارية ولكنه لم يكمل دراسته فيها. منذ بداية نشاطه المسرحي اشتهر بقدرته على الارتجال وتأليف المواقف الكوميدية التي كان يقدمها بأسلوب تهكمي ساخر يُعري الفساد في المحتمع والأنظمة الحاكمة. ألف العديد من الأعمال المسرحية والروائية كان أشهرها في البداية مسرحية "أصحاء يجب الحجر عليهم" عام 1954 ومن أعماله بعد ذلك أيضا: "لا يتم الدفع، لا يتم الدفع" و"القيامة مؤجلة، ولكن أهلا بالكارثة" و"كوريدجو الذي كان يرسم وهو معلق في السماء" و"توراة الفلاحين" و"أرليكينو" و"أرجوك، اسرق بقدر أقل" و"كان معه مسدسان والعيون البيضاء والسوداء" و"سيدفنكم مهرج" و"اللوم يقع دائما على الشيطان" و"الملائكة لا يلعبون الفليبر"، و"هناك ملك مجنون في الدنمارك" و"تاريخ أمريكا الممنوع" و"ذاك الغجري بن الغجري" وغيرها .حصل داريو فو على جائرة نوبل للآداب في عام 1997 عن كتاباته المسرحية ليكون ثاني مؤلف مسرحي إيطالي يحصل على هذه الجائزة بعد الإيطالي الشهير لويدچي بيرانديلّو. وقد تمت ترجمة أعماله إلى العديد من لغات العالم ومن بينها اللغة العربية. وبعد حياة مليئة بالأحداث لعب خلالها دورا فاعلا في الحركة الثقافية، رحل داريو فو عن عالمنا عن عمر يناهز 90 عامًا في 13 أكتوبر 2016 تاركا وراءه إرثًا أدبيًا وثقافيًا كبيرًا. وقد رافقته خلال مسيرته الأدبية والفنية زوجته فرانكا رامِه Franca Rame، التي كانت هي الأخرى أديبة ومناضلة سياسية وممثلة مسرحية والتي سبقته في الرحيل عن عالمنا بثلاث سنوات.
"خوفا من ردود الفعل والانتقام، تركت كريستينا السويد على الفور وبصحبة جوقة من الفرسان توجهت نحو الدنمارك. وبعدما عبروا الحدود ووصلوا إلى إحدى اللوكندات، أشارت بالتوقف وصاحت بصوت عالٍ: "أخيرًا حرة!". نزلت عن صهوة جوادها وأمرت فتى من حاشيتها بأن يحجز لها حجرتين. ومنذ تلك اللحظة بدأ التحول في هيئة تلك السيدة العظيمة". تحكي الرواية قصة الملكة كريستينا التي تربعت على عرش السويد لمدة عشرين سنة خلفًا لوالدها في النصف الأول من القرن السابع عشر الميلادي، والتي شهدت حياتها تحولات رهيبة يتم التركيز على كشف خباياها على طول الرواية وأهمها الصراع الديني في تلك المرحلة.