هذا الكِتابُ دِراسَةٌ في التَّاريخِ الأَمريكيِّ، وبِصِفَةٍ خاصَّةٍ: تاريخُ عَدَمِ العَدالَةِ الاقتِصاديَّةِ والاجتِماعِيَّة. وبَينَما يَقتَفي الكِتابُ تاريخَ فَجوَةِ الدَّخلِ والثَّروَةِ بَينَ الفُقَراءِ والأَغنياءِ، فإِنَّه يُرَكِّزُ على الأَسبابِ الَّتي أَدَّت إِلى عَودَةِ اتِّساعِ الفَجوَةِ الاقتِصادِيَّةِ والاجتِماعِيَةِ مُنذُ بِدايِةَ ثَمانينيَّاتِ القَرنِ العِشرين، بَعدَ أَنْ كانَت قَد انخَفَضَت بِشَكلٍ كَبيرٍ مُنذُ مُنتَصَفِ القَرنِ الماضي. ويَرَى مُؤلِّفُ الكِتابِ بول كروجمان -الحائِزُ على جائِزَةِ نوبل في الاقتِصادِ عامَ 2008- أنَّ السِّياساتِ الحُكومِيَّةَ -وخاصَّةً تَأسيسُ شَبكَةِ الحِمايَةِ الاجتماعِيَّةِ، أَو ما يُعرَفُ عُمومًا بسياساتِ "دَولَةِ الرَّفاهِ"- كانَ لَها الفَضلُ الأَكبَرُ في خَفضِ فَجوَةِ الدَّخْلِ والثَّروَةِ، مُنذُ ثَلاثينيَّاتِ القَرنِ العِشرينَ، وحَتَّى السَّبعينيَّات، ثُمَّ أَدَّت السِّياساتُ القائِمَةُ على العَودَةِ للهُجومِ عَلى هَذهِ السِّياساتِ إِلى اتِّساعِ هَذِهِ الفَجوَةِ مِن جَديد. ويُشيرُ الكاتِبُ إلى أَنَّ الانتِصاراتِ الانتِخابِيَّةَ الَّتي حَقَّقَتها الحَرَكَةُ قَد ارتَكَزَت على استِغلالِ مَشاعِرِ الاسْتِياءِ العِرْقِيَّةِ والثَّقافِيَّة، وكَذا استغِلالِ المخاوِفِ المتَعَلِّقَةِ بالأَمنِ القَوميِّ، وذَلِكَ عَلَى الرَّغمِ مِن عَدَمِ شَعبِيَّةِ سياساتِها الَّتي أَدَّت إلى تَركيزِ الثَّروَةِ في يَدِ الأغنِياءِ. ويَدعو الكاتِبُ قُبَيلَ انتِخاباتِ الرِّئاسَةِ عامَ 2008 إلى ضَرورَةِ تَبَنِّي الحِزبِ الدِّيمُقراطيِّ ما أَطلَقَ عَلَيهِ "الصَّفقَة الجَديدَةَ- الجَديدَة".