إنَّ مُغامَراتِ عازِفِ بيانو مُفلِسٍ، يُبدِّلُ حِسُّ الفُكاهَةِ لَدَيهِ مَرارَةَ حَياةٍ حافِلَةٍ بالهَزائِمِ، هي الدَّافِعُ الأَوَّلُ الَّذي يَمنَحُ زَخَمًا لِحكاياتِ الأُوروجوايَّاني فليسبرتو إرناندِث. ما أَنْ يَشرَعُ في حَكيِ التَّعاساتِ الصَّغيرَةِ لِوجودٍ يَنصَرِفُ بَينَ فِرَقِ الأوركسترا الصَّغيرَةِ لِمقاهي مُونتڤيديو، وجَولاتِ الحَفلاتِ الموسيقيَّةِ في قُرَى رِيف الرِّيو دي لا بلاتا، حَتَّى تَتزاحَمَ فَوقَ الصَّفحَةِ القَفشاتُ والهَلوَساتُ والاستِعاراتُ الَّتي تَكتَسِبُ فيها الأَشياءُ حَياةً كالأَشخاصِ... لَكِنْ ما يُطلِقُ عَنانَ فانتازيا فليسبرتو هي الدَّعواتُ غَيرُ المُتَوقَّعَةِ الَّتي تَفتَحُ لِعازِفِ البيانو الخَجولِ أَبوابَ مَنازِلَ غامِضَةٍ، ودُورًا ريفيَّةً مُوحِشَةُ تُقيمُ فيها شَخصيَّاتٌ ثَرِيَّةٌ وغَريبَةُ الأَطوارِ، ونِساءٌ مُمتَلِئاتٌ بِالأسرارِ والعُصاب.